من القاهرة: مروى بونقيشة
في خطوة تبرز الروابط العميقة بين الفن السينمائي والتراث الحضاري، نظم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة والأربعين لعام 2025 زيارة خاصة للصحفيين العرب إلى المتحف المصري الكبير، الذي يُعتبر واحدًا من أعظم المتاحف الأثرية في العالم، ويقع بجوار أهرامات الجيزة الشهيرة.
هدفت هذه الزيارة إلى إتاحة فرصة للصحفيين للاطلاع على ثروة مصر الحضارية والتاريخية التي تجسد آلاف السنين من الثقافة والإنجازات الإنسانية، في سياق ينسجم مع مهمة المهرجان في الاحتفاء بالإبداع العربي وتعزيز الهوية الثقافية المشتركة.
خلال الجولة، تنقل الصحفيون في أروقة المتحف الضخمة، مستمتعين بمشاهدة القطع الأثرية النادرة التي تسرد قصة الحضارة المصرية القديمة، وعلى رأسها مجموعة كنوز الملك توت عنخ آمون التي تأسر القلوب بجمالها وتاريخها. ورافقهم في الجولة خبراء آثار متخصصون، قدموا شروحات وافية حول أهمية كل قطعة والرسائل الثقافية التي تحملها، مما أضاف بعدًا تعليميًا عميقًا للتجربة.
هذه المبادرة لم تكن مجرد جولة سياحية، بل فرصة لتعزيز الفهم المتبادل بين الإعلام والمؤسسات الثقافية، وفتح آفاق أوسع لتغطية إعلامية غنية تستند إلى عمق التاريخ وروعة الحاضر. عبر الصحفيون المشاركون عن إعجابهم الشديد بالتجربة، مؤكدين أنها عمّقت إدراكهم لقيمة التراث المصري الذي يشكل أساسًا قويًا للثقافة والفنون في المنطقة.
ومن خلال ربط الماضي المجيد بالحاضر الفني المتجدد، أكد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي رؤيته في أن السينما ليست فقط نافذة على الحاضر، بل جسر يربط بين التاريخ والهوية، مما يعزز مكانة مصر كحاضنة للفنون والثقافة على المستويين الإقليمي والدولي.
هذه الزيارة المتكاملة جاءت لتؤكد أن مهرجان القاهرة لا يكتفي بعرض الأفلام فقط، بل يسعى إلى بناء تجربة ثقافية شاملة تجمع بين التراث والحداثة، وتمنح الإعلاميين الأدوات والمعرفة اللازمة لنقل صورة مصر الحقيقية إلى العالم.








