تونس«مروى بونقيشة »
تسجّل السينما التونسية حضورًا لافتًا في فعاليات الدورة السابعة والأربعين من مهرجان “سينيميد” الدولي للسينما المتوسطية، الذي تحتضنه مدينة مونبلييه الفرنسية من السابع عشر إلى الخامس والعشرين من أكتوبر الجاري، بمشاركة ستة أفلام تونسية، خمسة منها حديثة الإنتاج وفيلم كلاسيكي يعود إلى أوائل الألفية.
ويمثّل تونس في هذه التظاهرة السينمائية المرموقة كل من: فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة كوثر بن هنية، “فولاذ” للمخرج مهدي هميلي، “وين ياخذنا الريح” للمخرجة أمل قلاتي، “سماء بلا أرض” للمخرجة أريج السحيري، “تحت الأنقاض” للمخرج نذير بوسلامة، بالإضافة إلى الفيلم الروائي “ألعاب الحب والصدفة” (2003) للمخرج التونسي الفرنسي عبداللطيف كشيش، الذي يُعرض في فقرة مخصّصة لاستعادة أبرز الأعمال السينمائية المتوسطية.
ويخوض فيلم “صوت هند رجب” غمار المنافسة على الجائزة الكبرى للمهرجان “الأنتيغون الذهبي”، ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة. وقد رشحته تونس لتمثيلها في سباق جوائز الأوسكار 2026 عن فئة أفضل فيلم دولي. ويُعد هذا العمل من أبرز إنتاجات السينما التونسية لعام 2025، إذ نال جائزة الأسد الفضي في الدورة الأخيرة من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ما يعزز فرصه في التتويج في مونبلييه، حيث تبلغ قيمة الجائزة 15 ألف يورو (نحو 50 ألف دينار تونسي).
أما فيلم “فولاذ” لمهدي هميلي، فيُعرض ضمن المسابقة الرسمية، بينما يُقدَّم فيلم “وين ياخذنا الريح” لأمل قلاتي ضمن قسم البانوراما، الذي يُسلط الضوء على التجارب السينمائية الواعدة في المنطقة المتوسطية. ويشارك في نفس القسم فيلم “عائشة لا تستطيع الطيران” للمخرج المصري مراد مصطفى، وهو إنتاج مشترك تونسي-مصري.
ويُعرض فيلم “سماء بلا أرض” لأريج السحيري في قسم “العروض الأولى” الذي يضم 12 فيلمًا روائيًا ووثائقيًا تُعرض للمرة الأولى على الساحة الدولية، ما يعكس مكانة السحيري كصوت نسوي صاعد في السينما التونسية.
وفي فئة الأفلام القصيرة، يشارك فيلم “تحت الأنقاض” (26 دقيقة) للمخرج نذير بوسلامة في المسابقة الرسمية. ويؤدي دورَي البطولة فيه كل من مجد مستورة وآية بوترعة، في تجربة درامية تتناول تداعيات الزلازل على الإنسان والذاكرة الجماعية.
تُجسّد هذه المشاركة التونسية المكثفة في مهرجان “سينيميد” دلالة قوية على الحيوية التي باتت تتمتع بها السينما التونسية، سواء من حيث التنوّع الفني أو الحضور الدولي، وسط بيئة تنافسية تشمل أبرز الإنتاجات المتوسطية للعام الحالي.