وفاة الممثلة الجزائرية باية بوزار “بيونة – Biyouna” ، شكّلت صدمة كبيرة في الجزائر والعالم العربي، بعدما غيّبتها المعاناة الطويلة مع المرض لتطوي صفحة خمسين عامًا من الإبداع في التمثيل.. وهي مسيرة صنعت منها واحدة من أكثر الشخصيات الفنية حضورًا وتأثيرًا.
وأُعلن صباح اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 عن وفاة بيونة عن عمر 73 عاماً في مستشفى بني مسوس بالجزائر العاصمة، متأثرة بسرطان الرئة الذي واجهته منذ عام 2016.
بصوتها الجهوري وحضورها الآسر، شقت بيونة طريقها منذ سبعينيات القرن الماضي عبر المسرح الشعبي في الجزائر، قبل أن تتحول إلى وجه تلفزيوني ثابت في الأعمال الكوميدية الرمضانية، مقدّمة شخصيات لا تزال راسخة في ذاكرة المشاهدين.
وفي بداية الألفية، توسّع حضورها نحو السينما، لتصبح من الوجوه العربية البارزة في الأعمال الفرنسية، حيث شاركت في أكثر من عشرين فيلمًا ومسلسلًا.
بدأت “بيونة” مسيرتها الفنية عام 1973 عن عمر 17 عامًا من خلال فيلم “الدار الكبيرة” للمخرج مصطفى بادي، حيث أدت دور “فاطمة”. كما شاركت لاحقًا في فيلم “ليلى والأخريات”. وخلال التسعينيات غادرت الجزائر نحو فرنسا، قبل أن تعود سنة 1999 عبر فيلم “حرم عصمان”. وفي عام 2000 ظهرت في فيلم “وان وومن شاو”، تلاه فيلم “Viva l’Algérie”
كان آخر ظهور لها في السينما عام 2018، في الفيلم الفرنسي «شرطي بلفيل»، حيث أدّت دور «زهرة» والدة النجم عمر سي، كما برزت في La Source des femmes مع ليلى بختي، وشاركت في سلسلة Aïcha للمخرجة يامينا بن غيغي إلى جانب صوفيا السعيدي وسابرينا وزّاني.
وكتبت عنها، اليوم، صحيفة «لوموند الفرنسية»: «ممثّلة قادرة على إضحاك بلدٍ بأسره من خلال إعلان تلفزيوني قصير، وفي الوقت نفسه على التأثير بصدقها وشفافيتها… ستظلّ بيونة واحدةً من أكثر الفنانات تحرراً، وشعبيةً، وفرادة في الساحة الجزائرية المعاصرة».
برحيل بيونة، تفقد الجزائر إحدى أهم أيقونات الفن الشعبي والكوميديا والدراما العائلية، وتفقد عائلتها أمًا وأختًا وصديقة تركت أثرًا كبيرًا في نفوس كل من عرفها.







