نظّمت الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد في التعليم العالي والبحث العلمي (ATEA) ورشات عمل في إطار مشروع HAQAA3 الهادف إلى توحيد معايير ضمان الجودة والاعتماد داخل الفضاء الجامعي الإفريقي بدعم من الاتحاد الأوروبي.
وانعقدت الورشات في فندق Golden Tulip المشتل بتونس العاصمة يومي 26 و27 نوفمبر 2025 بحضور ممثلين عن جميع الجامعات التونسية ومسؤولين وخبراء في الجودة.
ويأتي هذا اللقاء في مرحلة دقيقة تشهد فيها تونس إعادة تأهيل شاملة لبرامج الإجازة والماجستير والدكتوراه، بما يفرض تكييف البرامج الوطنية مع المرجعيات الإفريقية المعتمدة منذ سنة 2018.
وجاءت مشاركة إطارات مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي بهدف تعزيز قدرتهم على تنزيل الإطار الإفريقي لضمان الجودة داخل الجامعات التونسية، وتمكينهم من مقارنته بالبرامج المعتمدة في الدول الإفريقية الأخرى، ما يمهّد نحو الاعتراف المتبادل بالشهادات وتسهيل تنقل الطلبة داخل القارة.
وفي هذا السياق، أكدت سلمى دمق، المديرة العامة للوكالة، أنّ اعتماد هذه المرجعيات «يساعد على حماية قيمة الشهادات الوطنية ويدعم الاعتراف بها في إفريقيا، كما يسهّل الاعتراف الدولي بها»، مشيرة إلى أن تونس تتطلع إلى تعزيز موقعها كمنارة أكاديمية تستقطب أعداداً متزايدة من الطلبة الأفارقة.
ولإثراء النقاش، حضر الورشة الدكتور محمد لمين حالس، الرئيس السابق لهيئة ضمان الجودة في موريتانيا، والدكتور محمد أمين علال، الخبير الجزائري في التعليم العالي وضمان الجودة. وقدّما قراءة مقارنة للتجارب المغاربية في تطبيق المعايير الإفريقية، بما يسمح بتطوير ممارسات مشتركة داخل القارة.
من جانبها، أوضحت سلمى دمق، ممثلة الوكالة التونسية للتقييم والاعتماد، أنّ ATEA، المُحدثة سنة 2022، تعمل على تعزيز حضورها داخل الشبكات الإفريقية، وعلى رأسها شبكة RAFANAQ المتخصصة في ضمان الجودة، بهدف دعم إشعاع التعليم العالي التونسي الذي يواصل استقطاب آلاف الطلبة الأفارقة.
ودعّمت قولها بأن مشروع HAQAA3 مكّن الوكالة من تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأساتذة وإطارات المؤسسات الجامعية، على أن تشمل قريباً الطلبة أيضاً.
كما كشفت أنّ المرحلة المقبلة ستشهد ورشات جديدة ومشاريع تعاون إضافية مع الجامعات الإفريقية وهيئات الجودة، مؤكدة أنّ المشروع يمثل «خطوة أولى نحو توسيع الشراكات وتطوير مسارات الاعتراف بالشهادات».
وفي سياق متصل، أوضحت المديرة العامة سلمى دمق أنّ الوكالة نظمت سنة 2024 جولة وطنية شملت جميع الجامعات التونسية، بدعم من مشروع فرنسي، بهدف التعريف بمهامها. وقالت أنّ الوكالة تستعد اليوم لإطلاق جولة ثانية موجّهة إلى مؤسسات البحث العلمي، على غرار المخابر والمراكز ووحدات البحث. وتهدف هذه الجولة إلى التشاور حول طرق التقييم ومراجعة مراجع التقييم العلمي، وذلك بالتعاون مع مصلحة التعاون والعمل الثقافي الفرنسية.
وتؤكد الوكالة أنّ هذه الورشة تمثل خطوة جديدة في مسار تأسيس منظومة تقييم وطنية متناسقة مع المعايير الإفريقية، بما يعزز جودة التعليم العالي والبحث العلمي، ويُسهِم في بناء فضاء جامعي قاري أكثر انسجاما وسلاسة في تبادل الطلبة والخبرات.







