عاد عدد من النشطاء الأتراك الذين كانوا على متن أسطول الصمود العالمي المتجه لكسر الحصار عن غزة إلى بلادهم أول أمس. وقد نُقل 137 من المشاركين بالأسطول، بينهم 36 مواطنا تركيًّا، على متن طائرة خاصة تابعة للخطوط الجوية التركية إلى مطار إسطنبول.
وفي قاعة كبار الشخصيات بالمطار، استقبلهم آلاف الأشخاص بحفاوة كبيرة، وقد تحدثوا في أول تصريحاتهم عن سوء المعاملة التي تعرضوا لها على يد جنود الاحتلال وإدارة السجون. وروى بعض هؤلاء النشطاء ما حدث لهم بعد الاقتراب من شواطئ غزة، وتجربة الاحتجاز في إسرائيل.
وقال الصحفي والناشط أرسين تشليك “رأيت بعيني كيف أساؤوا معاملة الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، عندما نُقلنا إلى ميناء أسدود، كبّلوا أيدينا وأجبرونا على البقاء تحت الشمس الحارقة. كانت غريتا على بُعد أمتار قليلة مني، بدت كطفلة صغيرة، لكنهم دفعوها بعنف وتعاملوا معها بقسوة. أجبروها على تقبيل العلم الإسرائيلي، ثم حاولوا إرغامها على السجود أمامه”.
وأضاف “لم يُعطونا ماء طيلة 3 أيام، ولم تأكل تلك المسكينة غريتا أو تشرب شيئا. كنا نعاملها كإحدى بناتنا، فهي قصيرة القامة وضعيفة البنية، ومشهد تعرضها لتلك الإهانات كان مؤلما جدا بالنسبة لنا. نُقلنا جميعا إلى سجن وسط الصحراء، وهناك وقف أمامنا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وبدأ يصفنا بالإرهابيين. رددنا عليه بما هو أشد، وهتفنا فلسطين حرة”.
وتابع تشليك “عندها غادر بن غفير السجن، لكنه أوصى الجنود بأن يسيئوا معاملتنا. كبّلونا أيادينا إلى الخلف وبقينا على تلك الحال ساعات طويلة، وكانت الأصفاد ضيقة لدرجة أنها جرحت أيادينا. حاولنا أداء الصلاة ونحن مقيدون”.
بدوره، يروي الناشط حذيفة كوتشوك إيتيكين شهادته، قائلا “تعرضنا لإصابات بسبب خراطيش المياه، كنا على متن سفينة ميكينو، وعندما هاجمنا الأسطول الإسرائيلي حاولنا الهرب. اقتربوا منا بزوارقهم ورشوا علينا ماء قويا جدا طالبين منا التوقف. لم نتوقّف، بل أطفأنا الأضواء وأكملنا طريقنا. بعد نصف ساعة، عادوا ورشوا المياه مجددا. لم نتوقّف، بل قمنا بمناورة وواصلنا طريقنا”.
وأضاف “عادوا مرة أخرى، وحينها رشوا الماء بشكل أعنف لكسر سارية القارب. أُصيب أحد أصدقائي في العمود الفقري، وآخر في العنق، واضطررنا للتوقّف خوفا على حياة المشاركين. صعد الجنود إلى السفينة واستولوا علينا جميعا كأسرى”.
ويختم إيتيكين حديثه “في تلك الأثناء، كنا قريبين جدا من مياه غزة ولم نكن نعلم ذلك. خلال المطاردة، لم نكن نعرف موقعنا. كان المتابعون يراقبون تحركاتنا على الإنترنت عبر نظام تحديد المواقع العالمي. أخبرونا أننا دخلنا مياه غزة وكسرنا الحصار، ولم نكن نعلم بذلك. سنكرر المحاولة مرة أخرى من أجل أن يرى العالم فظائع إسرائيل”.
-الجزيرة-