في افتتاح الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، قدّم الموسيقار محمد القرفي عرضًا فنّيًا شاملاً بعنوان “من قاع الخابية”، استعاد من خلاله ملامح من الذاكرة الموسيقية التونسية، في توليفة جمعت بين التوثيق الفني والتأويل المعاصر.
العمل، الذي انسجم مع شعار الدورة “تاريخ يتحكى.. فن يتعاش”، قدّم للجمهور رحلة سمعية بصرية امتدت عبر القرن العشرين، مستعرضًا أعمال رموز الأغنية التونسية مثل محمد الجموسي، الهادي الجويني، علي الرياحي، صليحة، صالح الخميسي وغيرهم، برؤية فنية حديثة.
تميّز العرض بتكامل الفنون: موسيقى، غناء، رقص، مسرح، شعر، وفنون تشكيلية، بمشاركة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية، إلى جانب الأداء اللافت للفنانين محرزية الطويل، شكري عمر الحناشي، حمزة الفضلاوي، الشاذلي الحاجي.
كما تم تكريم رموز من الأدب التونسي في العرض، من خلال استحضار نصوص علي الدوعاجي ومختارات من شعر أبو القاسم الشابي وآخرين. واختُتم العرض بمشهدية مؤثرة دعماً للقضية الفلسطينية، عبر أداء جماعي لأغنية “سيف فليشهر”، ورفع العلم الفلسطيني على الشاشات.
“من قاع الخابية” لم يكن مجرد عرض فني، بل تجربة ثقافية جامعة تعيد الاعتبار لذاكرة فنية غنية، وتقدّمها للأجيال الجديدة بصيغة حداثية تراعي العمق والتنوع الذي ميّز الهوية الموسيقية التونسية.