احتضن مدرج قرطاج الحداثة بجامعة منوبة الخميس 25 سبتمبر 2025, يوما علميا بعنوان “Neet jeunes ni éducation, ni en emploi ni en formation migrations et dynamiques démographique en Tunisie comprendre les vulnérabilités pour penser la croissance “لمناقشة ظاهرة الشباب المعروفين بـ NEET، أي غير المنخرطين في منظومة التعليم أو سوق العمل أو برامج التدريب. وقد حضر اللقاء ثلة من الأساتذة الجامعيين ومديرة المعهد السيدة ألفة فريني إضافة إلى خبراء في الاقتصاد والشأن الاجتماعي و ممثلين عن مكونات المجتمع المدني.
وخلال تصريح اعلامي، كشفت الأستاذة سوسن المرسني أن هذه الفئة تمثل 30% من إجمالي الشباب في تونس، أي ما يعادل شابًا من بين كل ثلاثة. وأوضحت أن نسبة انتشار الظاهرة متفاوتة بين الجهات، كما أنها أكثر تفشيًا في صفوف الإناث مقارنة بالذكور، ما يعكس خللًا هيكليًا في تكافؤ الفرص ووجود اختلالات في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية.
وأضافت المرسني أن انسداد آفاق التشغيل وارتفاع نسب البطالة يدفعان عددًا كبيرًا من الشباب إلى العزوف عن الاندماج المهني أو الدراسي، بل والتفكير في الهجرة باعتبارها المخرج الوحيد أمام غياب البدائل المحلية.
وتطرقت الندوة كذلك إلى الانعكاسات السلبية لهذه الظاهرة على الدولة والمجتمع، خاصة في ما يتعلق بـ هجرة الأدمغة وضياع الكفاءات، وما يسببه ذلك من خسائر تنموية واقتصادية. غير أن المتدخلين أشاروا أيضًا إلى بعض الجوانب الإيجابية الممكنة مثل تحويلات الجالية بالخارج وإمكانية الاستثمار في خبرات التونسيين المقيمين في الخارج إذا ما وُضعت سياسات فعّالة لاستقطابهم.
واختُتمت الندوة بجملة من التوصيات الداعية إلى صياغة استراتيجيات وطنية شاملة لدمج شباب NEET من خلال توفير برامج تأهيلية مرنة، ودعم المبادرة الفردية، وتحسين الربط بين التكوين وسوق الشغل.