مروى بونقيشة
شكّل اختيار النادي الأهلي المصري لتونس، وتحديدًا مدينة طبرقة، كمقر لتربصه التحضيري للموسم الجديد، حدثًا لافتًا تفاعل معه الإعلام المصري باهتمام كبير. فقد أجمعت مختلف المنصات الإعلامية المصرية على أهمية هذا القرار من الناحية الرياضية، كما لم تغفل عن الإشادة بالجوانب السياحية والإنسانية التي رافقت هذا الاختيار.
منذ الإعلان عن إقامة التربص في طبرقة، انهالت التقارير والتحاليل في الصحف والبرامج الرياضية المصرية، واصفة الخطوة بـ”الذكية” و”المدروسة”، في ظل ما توفره المدينة من أجواء طبيعية خلابة، وهدوء مثالي يساهم في خلق مناخ مناسب لتحضير الفريق بعيدًا عن الضغوط والصخب.
قناة الأهلي الرسمية ومواقع رياضية مرموقة مثل اليوم السابع وفي الجول أبرزت صورًا من المعسكر، ورافقتها بتعليقات تشيد بحفاوة الاستقبال، وجودة المرافق، وروعة الطبيعة في طبرقة.
لكن اللافت في التعامل الإعلامي المصري مع هذا الحدث، أنه تجاوز الإطار الرياضي البحت، ليصل إلى رسائل المحبة المتبادلة بين الشعبين التونسي والمصري. ففي أكثر من مناسبة، أشاد إعلاميون مصريون بالعلاقات المتينة التي تربط بين البلدين، مؤكدين أن اختيار تونس لم يكن محض صدفة، بل جاء انطلاقًا من ثقة متبادلة وارتباط وجداني طويل الأمد.
الأكثر من ذلك، أن الإعلام المصري لم يتعامل مع معسكر الأهلي في طبرقة كحدث رياضي فقط، بل اعتبره فرصة لتسليط الضوء على السياحة التونسية، لا سيما في المناطق الأقل ترويجًا إعلاميًا مثل الشمال الغربي. وقد تحوّلت بعض التقارير إلى ما يشبه الدعوة المباشرة للسياح والمستثمرين إلى اكتشاف طبرقة، معتبرين أنها مدينة تمتلك كل مقومات الجذب، سواء للراحة أو للرياضة أو للاستثمار.
هذا التفاعل الإعلامي يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية الرياضة كقوة ناعمة قادرة على بناء الجسور بين الشعوب وتعزيز الاقتصاد المحلي، خاصة في قطاع حساس مثل السياحة. فوجود نادٍ بحجم الأهلي في طبرقة، وسط تغطية إعلامية مصرية واسعة، يوفّر لتونس دعاية مجانية ذات مصداقية عالية، قد تفتح المجال لتجارب مماثلة في المستقبل مع أندية أخرى