عاش جمهور مهرجان بنزرت الدولي أمس الجمعة 25 جويلية 2025، ليلة طربية ساحرة، أحياها الفنان القدير زياد غرسة، ضمن فعاليات الدورة ال49 للمهرجان، وذلك احتفاءً بعيد الجمهورية التونسية. الحفل، الذي حمل عنوان “الفرحة”، جاء ليؤكد مرة أخرى المكانة المتميزة التي يحتلها زياد غرسة في قلوب عشاق الموسيقى التونسية الأصيلة.
عودة الروح للطرب التونسي
منذ اللحظات الأولى لصعوده على الركح، نجح زياد غرسة في أسر قلوب الحاضرين بأدائه المتقن وصوته القوي العابق بالنكهة التونسية التقليدية. وقدّم خلال السهرة باقة من أروع أعماله، مزج فيها بين المالوف والطرب العربي الأصيل، مع لمسات حداثية تحترم روح التراث وتجدّد فيه. تنقل غرسة بسلاسة بين نغمات الحنين والإيقاع الشعبي، ما جعل الجمهور يتفاعل معه بحرارة كبيرة، سواء بالتصفيق أو الغناء الجماعي.
جمهور غفير وتنظيم محكم
لم يكن النجاح الفني وحده ما ميّز هذه السهرة، بل كان للإقبال الجماهيري دور لافت في صنع أجواء احتفالية مبهرة. امتلأت مدارج المسرح بالكامل قبل بداية العرض بوقت طويل، ما يعكس الشعبية الكبيرة للفنان لدى مختلف الفئات العمرية. وقد أُثني على حسن التنظيم والتنسيق، حيث عملت إدارة المهرجان على ضمان تيسير عملية الدخول والخروج، كما حرصوا على تسعير التذاكر بشكل مناسب، ما جعل الحفل في متناول الجميع.
بين الماضي والحاضر
ما يميز عروض زياد غرسة ليس فقط صوته القوي أو حضوره المسرحي اللافت، بل أيضًا حفاظه على هوية موسيقية تونسية خالدة. فقد أعاد خلال السهرة توزيع بعض الأغاني التراثية بأسلوب عصري، دون أن يفرّط في جوهرها، وهو ما نال استحسان النقاد والجمهور على حد سواء. ومن خلال هذه الرحلة الفنية، استطاع غرسة أن يصالح الأذن التونسية مع الذاكرة الموسيقية الجماعية، في زمن طغت فيه الأنماط السريعة والموسيقى التجارية.
لقاء الاجيال
في لحظة مؤثرة قدم خلالها الفنان زياد غرسة إبنه الروحي للجمهور ضياء مقنين موهبة شابة صاعدة و إعادة وقد تتنبأ له غرسة بمستقبل فني كبير وفسح له المجال في سنه الصغير لمصافحة الجمهور لأول مرة وقد تألق مقنين بصوته السجي و الساحر من خطف قلوب الجماهير من خلال ادائه لأغنية “على المقياس نغني”.
لحظة وفاء للجمهور
وقبل ختام السهرة، وجّه الفنان كلمة مؤثرة إلى الجمهور الحاضر، عبّر فيها عن امتنانه العميق لهذا اللقاء الفني، وقال: “بنزرت كانت دائمًا في القلب، ولقائي معكم اليوم هو لقاء وفاء وذاكرة ومحبة. أنتم زادي الحقيقي لمواصلة المشوار.” ليقابل هذا التصريح بعاصفة من التصفيق والهتافات.