اعاد الصراع الايراني_الاسرائيلي الأخير خاصة بعد التهديدات باستهداف المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي ضجة كبيرة في الأوساط المحلية والعالمية حول هذه الشخصية التي تعتبر على رأس قائمة الشخصيات الإيرانية التي تستهدفها إسرائيل.
هذا الرجل الذي تربع منذ أكثر من ثلاثة عقود على قمة الهرم السياسي والديني في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بصفته “المرشد الأعلى” ليس مجرد رئيس دولة، بل هو القائد الروحي والسياسي الأعلى، الذي بيده مقاليد السلطة النهائية في جميع شؤون البلاد، من السياسات الخارجية إلى أدق تفاصيل الحياة الداخلية.
فمن هو علي خامنئي؟
علي خامنئي هو رجل دين وسياسي إيراني يشغل منصب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ عام 1989. وهو أعلى سلطة دينية وسياسية في إيران.
من طالب علم إلى قائد الثورة..
وُلد علي الحسيني الخامنئي في مدينة مشهد عام 1939 لعائلة متدينة، وشق طريقه في الحوزات العلمية ليتلقى تعليمه الديني على يد كبار المراجع، أبرزهم مؤسس الجمهورية الإسلامية، الإمام روح الله الخميني. لم يكن خامنئي مجرد طالب علم، بل كان ناشطًا سياسيًا بارزًا في مقاومة نظام الشاه محمد رضا بهلوي، مما عرّضه للاعتقال والسجن عدة مرات.
بعد انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، بدأ نجم خامنئي بالصعود في المشهد السياسي الإيراني. شغل مناصب حساسة، أبرزها رئاسة الجمهورية لولايتين متتاليتين (1981-1989)، وهي فترة عصيبة شهدت الحرب المدمرة مع العراق. أظهر خلالها قدرة على القيادة في أوقات الأزمات، مما مهّد له الطريق لخلافة الخميني.
المرشد الأعلى: سلطة مطلقة ومسؤولية جسيمة..
في جوان 1989، وبعد وفاة الإمام الخميني، تم اختيار خامنئي من قبل مجلس الخبراء ليتولى منصب المرشد الأعلى، وهو منصب يُعد محور النظام السياسي الإيراني. بموجب الدستور الإيراني، يتجاوز نفوذ المرشد صلاحيات رئيس الجمهورية والبرلمان والقضاء. إنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب الكلمة الفصل في القضايا الإستراتيجية الكبرى، من الملف النووي إلى العلاقات مع القوى العالمية.
يُعرف خامنئي بموقفه الحازم تجاه الولايات المتحدة والقوى الغربية، ويعتبر “محور المقاومة” في المنطقة، الذي يضم حركات وفصائل موالية لإيران، جزءًا أساسيًا من سياسته الإقليمية. يرى مؤيدوه فيه رمزًا للسيادة والاستقلال، وحاميًا للمبادئ الثورية في مواجهة الهيمنة الأجنبية. بينما ينتقده معارضوه بسبب قبضة النظام الصارمة على الحريات وتأثيره على الاقتصاد.
إيران في عهد خامنئي..
شهدت إيران في عهد خامنئي تحولات كبيرة. تطور برنامجها النووي، وتزايد نفوذها الإقليمي بشكل ملحوظ، خاصة في سوريا ولبنان والعراق واليمن. في المقابل، واجهت البلاد تحديات اقتصادية جمة بسبب العقوبات الدولية المتزايدة، إضافة إلى احتجاجات داخلية متفرقة تعكس استياء شعبي من الظروف المعيشية والقيود الاجتماعية.
على الرغم من تقدمه في السن، لا يزال علي خامنئي يدير دفة الحكم بقوة، ويظهر تأثيره في كل قرار رئيسي تتخذه طهران. يترقب العالم المشهد السياسي الإيراني عن كثب، حيث أن شخصية المرشد الأعلى ودوره المستقبلي سيظلان عاملين حاسمين في تحديد مسار الجمهورية الإسلامية الإيرانية في السنوات القادمة.