"تصيُّد؟ محض بلاهة؟"... صديق محمود درويش يكشف "سراً" عنه

"أيّ صداقة هذه"؟ و"هل يحقّ للصديق أن يفشي 'سراً خطيراً' كهذا عن صديقه بعد وفاته"؟ و"ما معنى السر إنْ كنّا سنبوح به بعد رحيل أصحابه؟ تصيُّد؟ محض بلاهة؟".
جاءت هذه الأسئلة عقب ادّعاء الشاعر والروائي السوري الكردي سليم بركات في مقالة له بعنوان "محمود درويش وأنا"، كُتبت في تموز/يوليو 2012، ونُشرت على موقع "القدس العربي" في 6 حزيران/يونيو الجاري، أن للشاعر الفلسطيني الراحل (1941-2008) ابنة من امرأة متزوجة، علماً أن المعروف عنه أنه لم ينجب.
خاض درويش حكايتين قصيرتين مع الزواج، الأولى زواجه الكاتبة والشاعرة والمؤرخة السورية رنا قبّاني، ابنة شقيق الشاعر السوري نزار قبّاني، والثانية زواجه الكاتبة والمترجمة المصرية حياة الهيني.
في مقالته، كتب بركات أن درويش "مذهل في تلقائية اعترافه، بلا تحفُّظ من شاعرٍ كبير مثله"، وأنه قال له إنه "لم يعد يعرف أين الحدُّ بين أن يراه صديقاً، أو يراه ابناً له".
وكتب أيضاً: "تزوج (درويش) مرتين ولم يُنجبْ، بقرارٍ قَصد في أنْ لا يُنجب... في عام 1990، في بيتي بنيقوسيا، قبرص، ألقى عليّ سرّاً لا يعنيه. كل سر يعني صاحبه، لكن ذلك السرّ لم يكن يعني محموداً. باح به بتساهل لا تساهل بعده، أم كان لا يتكلّف معي قطّ...".
وذكر قول درويش له: "لي طفلة. أنا أب. لكن لا شيء فيّ يشدّني إلى أبوّة".
وروى بركات في المقالة نفسها: "صارحتْه المرأة مرتين، ثلاثاً، في الهاتف بابنته، ثم آثرت إبقاء ابنتها أمل زوجها، حيث الحياةُ أكثر احتمالاً بلا فجاءاتٍ؛ أكثر تجانساً بلا فجاءاتٍ... محمود لم يسأل المرأةَ، حين انحسر اعترافُها، وانحسرتْ مبتعدةً في العلاقة العابرة، عن ابنته. أبوّته ظلّت تبليغاً موجَزاً من صوت في الهاتف عن ابنة لم تستطع العبور من صوت أمها إلى سمع أبيها. لذا محمود بلا أبوّة، كأن الأمر كلّه اعتراف صغير لصديق سنين طويلة من عمره، بلا متنٍ من توضيح في اللغة، أو هوامش إضافات، أو حواشٍ متجانسةٍ".
جاءت هذه المقالة بعد مرور اثنتين وعشرين سنة على الاعتراف لأن "الفضول عبر خاطره"، بحسب قول بركات، فيما تلقى اعتراف درويش "بلا فضول" في السابق لأنه لو كان يعرف السيدة لأخبره درويش من تكون.