في تطور هو الأخطر منذ بدء التصعيد بين إيران وإسرائيل، سقطت عشرات الصواريخ الإيرانية على تل أبيب ومدينة حيفا الساحلية قبيل فجر الإثنين، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وتدمير منازل، وسط تحذيرات دولية من اشتعال المنطقة.
وردًّا على القصف، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، سكان العاصمة الإيرانية “بدفع الثمن قريبًا”، قبل أن يتراجع لاحقًا مؤكدًا أن إسرائيل لا تستهدف المدنيين عمدًا.
في المقابل، أعلنت طهران أنها بصدد إعداد مشروع قانون للانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مشددة في الوقت ذاته على معارضتها لتطوير أسلحة الدمار الشامل. ويُتوقع أن تستغرق عملية التصديق على المشروع عدة أسابيع.
وفي تطور ميداني آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من اغتيال أربعة من كبار مسؤولي الاستخبارات الإيرانية، بينهم رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري، في سلسلة غارات استهدفت مواقع حساسة في إيران.
وذكرت السلطات الإسرائيلية أن نحو سبعة من أصل مئة صاروخ إيراني أُطلقت خلال الليل أصابت أهدافًا داخل إسرائيل، بينما دمّرت الدفاعات الجوية الإسرائيلية أكثر من ثلث منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.
الهجمات أسفرت عن إصابة ما لا يقل عن 100 شخص في إسرائيل، ودمرت مباني سكنية في تل أبيب، كما أصابت النيران منشأة لتوليد الكهرباء قرب ميناء المدينة. وأُصيب سوق الكرمل الشعبي قبل ساعات من موعد افتتاحه، بينما تضررت مبانٍ مجاورة للسفارة الأميركية، دون وقوع إصابات في صفوف العاملين.
من الجانب الإيراني، أعلنت وزارة الصحة مقتل 224 شخصًا، 90% منهم مدنيون، جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية. كما أُصيب مستشفى الفارابي في إقليم كرمانشاه غربي إيران، ما ألحق به أضرارًا جسيمة.
على الصعيد الدولي، أثار التصعيد قلق قادة العالم المجتمعين في قمة مجموعة الدول السبع في كندا، حيث أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعمه لإسرائيل، محذرًا إيران من توسيع نطاق ردّها ليشمل مصالح أميركية. وأضاف: “آمل أن نتوصل إلى اتفاق، لكن أحيانًا لا مفر من القتال حتى النهاية”.
إيران بدورها أعلنت اعتقال عشرات من الأشخاص الذين وصفتهم بـ”الجواسيس والمخرّبين” المرتبطين بإسرائيل منذ اندلاع الصراع يوم الجمعة.
وفيما تستمر العمليات العسكرية، يخيم شبح حرب إقليمية شاملة على الشرق الأوسط، حيث لا يبدو أن وتيرة التصعيد ستتراجع قريبًا، خصوصًا في ظل استمرار الضربات المتبادلة والانهيار المتسارع للعملة الإيرانية التي فقدت أكثر من 10% من قيمتها منذ بداية الهجوم الإسرائيلي.