تصاعد التوتر في الشرق الأوسط إلى مستويات غير مسبوقة مع تبادل عنيف للهجمات بين إسرائيل وإيران، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع نحو حرب شاملة.
شهدت الليلة الماضية وحتى صباح اليوم الأحد سلسلة من الهجمات المتبادلة بين الجانبين، بدأت بقصف إسرائيلي عنيف استهدف مواقع داخل إيران، وأعقبتها ردود إيرانية بإطلاق وابل من الصواريخ على مدن إسرائيلية كبرى، بينها تل أبيب والقدس.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية أن فرق الإنقاذ واصلت عملها طوال الليل بحثًا عن ناجين تحت أنقاض المباني المدمرة، مستخدمة الكلاب البوليسية والمصابيح الحرارية، مؤكدة مقتل ما لا يقل عن 10 أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة أكثر من 140 آخرين.
الجيش الإسرائيلي وجّه تحذيرًا للسكان الإيرانيين المقيمين قرب منشآت عسكرية بضرورة الإخلاء فورًا، في وقت صرّح فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن ما تعرضت له إيران حتى الآن لا يُقارن بما هو قادم.
من جانبه، حذّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إيران من أي اعتداء على المصالح الأميركية، مهددًا برد “غير مسبوق” من الجيش الأميركي. وأضاف: “رغم كل شيء، يمكن التوصل لاتفاق يُنهي هذا الصراع الدموي بسهولة”.
إيران: العدوان الإسرائيلي يهدف لتعطيل محادثات النووي
في المقابل، اتهمت طهران إسرائيل بمحاولة إفشال محادثات النووي التي كانت مقررة في سلطنة عُمان، قبل أن تُلغى على خلفية الهجمات. وأكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن بلاده كانت في موقف دفاعي، مشيرًا إلى أن الهجمات “مدعومة من واشنطن”.
وأعلنت إيران عن مقتل 78 شخصًا في اليوم الأول من القصف الإسرائيلي، بينهم 29 طفلًا، بعد تدمير مبنى سكني مكون من 14 طابقًا في طهران. كما تم استهداف منشآت نفطية وصناعية، منها مصفاة قرب العاصمة ومستودع نفطي في مدينة “شهران”.
صواريخ الحوثيين تدخل على الخط
في تطور لافت، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية مسؤوليتها عن قصف مدينة يافا الإسرائيلية بعدة صواريخ باليستية، ما يوسّع دائرة الاشتباك في المنطقة، ويزيد من احتمالية دخول أطراف أخرى في التصعيد.
الأضرار في إسرائيل تتسع
وأكدت إسرائيل مقتل 13 شخصًا حتى الآن منذ بدء الهجمات الإيرانية، إضافة إلى إصابة أكثر من 300 آخرين. وذكرت وسائل إعلام محلية أن صاروخًا دمر مبنى سكنيًا في مدينة بات يام، ولا يزال عشرات الأشخاص في عداد المفقودين.
وفي تطور نوعي، استهدفت إسرائيل حقل “بارس الجنوبي” العملاق، ما تسبب بتوقف جزئي في إنتاج الغاز، وأدى إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا بنسبة 9% يوم الجمعة.
تصعيد مفتوح بلا أفق سياسي
مع استمرار الحملة الإسرائيلية وتصريحات نتنياهو الداعية إلى “انتفاضة الشعب الإيراني ضد حكامه”، تتصاعد المخاوف من دخول الصراع في مرحلة أكثر عنفًا وتعقيدًا، قد تجرّ أطرافًا دولية وإقليمية جديدة إلى ساحة المواجهة.
وتؤكد إسرائيل أن ضرباتها تهدف لمنع طهران من تطوير سلاح نووي، في حين تصر إيران على أن برنامجها سلمي، رغم تكرار تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول عدم امتثالها للاتفاقات الدولية.